top of page

الجيل الفاسد!

  • صورة الكاتب: أفنان آل زايد
    أفنان آل زايد
  • 21 أغسطس 2018
  • 2 دقائق قراءة

في احد المجالس النسائية سمعت امرأة تشتكي من ابنها الذي وصفته بـ مدمن آيباد، واخرى تقول ان بناتها لا يفارقن البلاك بيري حتى انهن لا يشترين ثيابهن بأنفسهن بل يطلبن منها ذلك، وأخرى قامت بتصوير ابنتها ذات الاربعة اعوام وهي نائمة وبيدها الجالكسي تاب، وكثيرا ما نشاهد بالأسواق أطفالا يعلقون في رقابهم جوالات.. وأخشى أن الطفل الذي تتمحور حياته حول الأجهزة والالكترونيات سيكون منعزلا وتنشأ حياته بهذه الطريقة.. بالتالي ينشأ سطحياً في تفكيره وتعاطيه  وتعامله مع الأحداث، لا يأخذ من الحياة الاجتماعية أي قيمة أو فائدة ولا يعرف كيف يحصل على حقوقه من الآخرين.



الأب أو الأم اللذان يشبعان نقصا في نفسهما على حساب طفلهما أنانيان يجففان كل شيء حتى حياة طفلهما الاجتماعية وحتى مبادئه وقيمه تتجفف. فبئساً لأم وأب قذفا طفلاً في ساحة ترسخ صورا دنيئة في ذاكرته وتجعله يحتك بطبقة من أقذر خلق الله.. قذفاه في ساحة لا تناسب براءته ولا قلبه الأبيض وقد تؤثر في مستقبله.



ويظل السؤال لماذا يقوم الآباء بتدمير حياة ابنائهم؟ حاول الكثيرون من دارسي العلوم الإنسانية والتربوية على وجه الخصوص الإجابة عن مثل هذا التساؤل وقد تنوعت الآراء الا أن هناك شبه اجماع على أن الأب أو الأم أو كليهما قد يمارسان تعويضا لحرمان تعرضا له في طفولتهما بأن يغدقا على أطفالهما بالألعاب وبكل ما يطلبونه ومنها اعطاؤهم أحدث الأجهزة التي بواسطتها قد تساهم في وصول مقاطع مخلة تخدش الحياء فيحدث أن تسببنا في أن يصلهم الفساد ويطرق أبواب المبادئ والقيم -التي من الطبيعي ان لا يملكها الابن في مثل هذا السن الصغير- فهو لا يعرف خطورة هذه الأجهزة ولا يعرف كيف يتصرف اذا شاهد شيئا مخالفا للدين والاخلاق، فربما يقع بالفخ، قال أحد اخصائيي العلاج النفسي والسلوكي إن هناك حالة قام بعلاجها لطفل في الصف الرابع الابتدائي أهداه أبوه جهاز ايفون ومن خلاله شاهد مناظر مرعبة ومخلة سببت له عدم توازن في شخصيته.


ان هذه التكنولوجيا دمرت الشيء الجميل الأبيض النقي في نفوس أطفالنا، وحرمتهم من توسيع ثقافتهم ومداركهم.. بل وحرمت الآباء انفسهم من نقل خبراتهم الواسعة في الحياة الى أبنائهم وافاداتهم، لذلك فالحقيقة عندما تشاهد طفلا يمسك جوالا اعرف ان والديه يستحقان الشفقة، يعانيان من نقص عوضاه بنقص آخر في ابنهما، انا لا أدعو ان يتم حرمان الاطفال من التكنولوجيا والأجهزة، انه شيء جميل ان يجيد الطفل كتابة الكلمات بواسطة تقنية اللمس وشيء جميل ان يعرف رموز المواقع الشهيرة، لكن أي شيء اذا زاد عن حده انقلب ضده كما يُقال في أمثالنا القديمة، فلنعلم ابناءنا  التكنولوجيا ولنعلمهم عن احدث التقنيات وعن البرامج وعن المواقع الالكترونية لكن تحت اشرافنا، لماذا نقذفهم وحيدين في ساحة خطيرة تتجول بها الثعالب والذئاب البشرية. يؤلمني أن الموضوع قد يعتمد على حظ الطفل اذا كان والداه متعلمين ومثقفين فلن يقع فريسة الرذيلة وضحية الشر في تلك الساحة الخطيرة وأما الطفل الذي ابواه يعانيان من نقص أو يعشقان الاستعراض، فهو في خطر بسببهما، تلك الجوالات التي يعلقانها في رقبة طفلهما وتلك الاجهزة التي تحرمه من الاختلاط ببقية الاطفال وتجعله منزويا يلعب بألعابها الالكترونية ما هي الا أسلحة تقتله وتدمره تدريجياً.. يقول المفكر الفرنسي لاروشفوكو: (الانانية كريح الصحراء.. انها تجفف كل شيء).. والأب أو الأم اللذان يشبعان نقصا في نفسهما على حساب طفلهما أنانيان يجففان كل شيء حتى حياة طفلهما الاجتماعية وحتى مبادئه وقيمه تتجفف. فبئساً لأم وأب قذفا طفلاً في ساحة ترسخ صورا دنيئة في ذاكرته وتجعله يحتك بطبقة من أقذر خلق الله.. قذفاه في ساحة لا تناسب براءته ولا قلبه الأبيض وقد تؤثر في مستقبله..

http://www.alyaum.com/articles/889509/الرأي/


 
 
 

Comments


bottom of page