القرار بين يديك فقط!
- أفنان آل زايد
- 21 أغسطس 2018
- 2 دقائق قراءة
لاحظت في الأيام الأخيرة أن التعاطف مع مرضى السرطان أصبح "موضة" لدى بعض الاعلاميين و الكتّاب و الناس بشكل عام،مثلاً قرأت في موقع تويتر تغريدة لأحد الاعلاميين يقول:أحلق شعري لأجل مرضى السرطان، وصورته الشخصية وهو يمسك أحد الأطفال المرضى! ليس هو فقط،بل شاهدت و قرأت لأشخاص كثيرين من الاعلاميين وغيرهم يظهرون تعاطفهم ورحمتهم تجاه مرضى السرطان و يعززون نظرة الشفقة تجاههم!
أخشى أنه بات في مجتمعنا!! "استغلال" لمرضى السرطان لكسب الجماهيريه و التظاهر بالتعاطف معهم،لذا لن أستغرب ولن أستبعد أن تكون هناك فئة من مرضى السرطان برغم متاعب المرض إلا أنهم يعانون من مشاكل نفسية فينعزلون في منازلهم ولا يخرجون الى الأسواق ولا يحضرون المناسبات الاجتماعية و ان فعلوا فيجب أن يتحملون نظرات الناس التي تقطعهم و ان غُلفت بالشفقة و التعاطف!.
يجب أن تقوم الجهات المؤثرة تأثيراً مباشر في المجتمع بالالتفات الى هذا الخلل،اني أقترح على وزارة التربية و التعليم و وزارة الصحة و وزارة الشؤون الاجتماعية وغيرهم بالعمل على اعداد و تصميم برامج توعوية وتثقيفية تستهدف تنمية معرفة الناس بكيفية التعامل مع المرضى بصفة عامة
لأن ما يحدث لدينا هو اقامة مهرجانات في الأسواق لأطفال مرضى السرطان حيث يلعبون معهم ويتم توزيع هدايا عليهم و عمل مسابقات سخيفة!!
لم أرى أي برنامج يظهر مرضى السرطان كأبطال وليسوا كضحايا! و الدليل انه لا يُستخدم إلا الأطفال فلم أشاهد يوماً امرأة أو رجل يتحدث عن مرضه فوق منصة مسرح و يتكلم عن تجربته و مواجهته للمرض و تعايشه معه و أحلامه و أهدافه و انتصاره...الخ
و الخوف أن هؤلاء الأطفال الذين يتم "استخدامهم" سيكبرون ويختبؤون في منازلهم من نظرات المجتمع المفترسة..
أتذكر فتاة أمريكية تدعى "تاليا جوي" وهي فتاة عمرها 13 عام تمكنت أن تعيش و تتأقلم مع مرضها بكل سعادة و قناعة..وأبدعت في مجال وضع المساحيق التجميلية فاحترفت وضع أنواعها وتنسيقها حتى أصبحت حسابات لمواقع شركات التجميل و الموضة تتداول صورها و مقاطعها،حصلت تاليا على 14مليون مشاهدة في قناتها عبر اليوتيوب و تم استضافتها في عدد من البرامج و شاركت باحتفالات و مهرجانات توعوية عن السرطان،تاليا لم تكن كأي مصاب بالسرطان بل كانت أقوى و أشجع و كانت سعيدة دائماً وعفوية،و بالتأكيد انه تم اشراكها بالحملات التوعوية و تطوير الذات لمرضى السرطان في أمريكا و دون شك أنها أصبحت قدوة للكثير سواء من مرضى السرطان أو غيرهم..
ولن أعلق الآمال لتغيير وضعنا بحسن التعايش مع مرضى السرطان على جهات قد لا يصلها صوتي،ولا على مجتمع كبير يستحيل أن يتغير بضغطة زر!
لكن الأمل الوحيد بين يدي مرضى السرطان أنفسهم، الرجال و النساء الذين سيثبتون أنهم ليسوا ضحايا بقدر أنهم ملهمون!
رسالتي لأي مريض بالسرطان انك دون أن تعرف قد تكون نجمة تضيء في طريق أحدهم..يهتدي بك و يتأثر بك..قد تنقذ شخصاً من التحطم و الإحباط و اليأس..قد تكون سبب في نجاح شخص كان على حافة الفشل و قد تكون سبب في سعادة شخص كان غارق بالحزن و اليأس..ربما أن المجتمع-مع الأسف- غير مهيأ لإستقبالك لكنك يجب أن تكون مهيأ للتعايش معه..لأنك فرد منه و فيه..أنت وحدك من يمكنه اتخاذ القرار.
المصدر مجلة وردي لسرطان الثدي:
http://www.wardymag.net/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%83-%D9%81%D9%82%D8%B7-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%A3%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A2%D9%84-%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF/

コメント