top of page

حتى الفقراء يرحمون!

  • صورة الكاتب: أفنان آل زايد
    أفنان آل زايد
  • 21 أغسطس 2018
  • 2 دقيقة قراءة

قرأت قصة لرجل يدعى ألبيرت ليسكي كان يعمل ملّمع أحذية في ولاية بنسلفانيا الأمريكية قرب مستشفى للأطفال، ويقضي ثلاث ساعات للذهاب الى عمله والعودة للمنزل وبرغم أن راتبه لا يتجاوز  800 دولار شهرياً (تقريباً3000ريال) الا انه استطاع أن يجمع مبلغ 200.000دولار أي 750.000 ريال، وكان هذا المبلغ هو مجموع البقشيش الذي جمعه خلال 31سنة - وهي مدة عمله بالقرب من المستشفى - ليس الغريب أنه لم يصرف شيئاً من البقشيش طوال الـ 31 سنة التي كان يعمل فيها، بل الغرابة تكمن في القرار الذي اتخذه وهو تقديم هذا المبلغ كتبرع الى مستشفى الأطفال التي عمل بالقرب منها.


ألبيرت ليسكي لم يكن ثرياً ولا حتى من الطبقة المتوسطة، لقد كان رجلاً كادحاً فقيراً، برغم ذلك آثر على نفسه وتبرع بثروته التي جمعها خلال ثلاثة عقود؛ مؤكدا أن جلوسه بالقرب من المستشفى طوال هذه الفترة كانت هي السبب، فهو يشاهد يومياً مئات من الأطفال المرضى، ويشاهد الأطباء والطواقم الطبية وهم يعملون على انقاذ حياة هؤلاء الأطفال، فقرر أن يساهم بجزء من هذا العمل النبيل، لذلك فهو يستحق أن يكون قدوة في الإنسانية. ان أي شخص يقرأ قصته سيؤمن بأن احترام الإنسان لا يكون لأجل لبسه أو مظهره أو نسبه أو أصله، بل لأجل القلب الذي ينبض داخله،، لأجل الإنسانية التي تغمر كيانه ولأجل العطاء والإيثار اللذين يزيدان عظمة الإنسان ومكانته في قلوب الآخرين.


يجب ألا نعتقد أننا أفضل من أحد مهما كان ولا نحتقر أي شخص أبداً لأنه قد يكون أفضل منّا بمائة مرة، أيضاً في هذا الموقف النبيل من هذا الرجل الكادح الفقير عدد من الدروس منها، أننا نستطيع التوفير وجمع المال مهما كانت حاجتنا اليه، وفي نفس الوقت لا يكون جمعنا لهذا المال من أجل أن يستعبدنا، وإنما يمكن أن نسخره لمساعدة أنفسنا ومساعدة الآخرين.. ولكن الدرس الأهم أن حتى الفقراء يرحمون الفقراء!!

http://www.alyaum.com/articles/939215/الرأي/

ree

 
 
 

تعليقات


bottom of page